تنبية: هذا النص هو مسودة أولية قيد العمل، ولم يتم الانتهاء منه بأي شكل من الأشكال. الهدف منه هو توضيح النقاط الرئيسية التي ينبغي أن يتناولها النص النهائي.
Warning: This text is a preliminary draft still in progress and is by no means finalized. It is meant only to outline the key points that the final text should address.
الكتاب: أعلام الحديث | المؤلف: أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي | المحقق: محمد آل سعود wrote
٦٩/ ٢٤٧ - قال أبو عبد الله: حدثنا محمد بن مقاتل قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به قال: فعددتها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغت بكتابك الذي أنزلت قلت: ورسولك، قال: لا، ونبيك الذي أرسلت.
قوله: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ) يريد إذا أردت أن تأتي مضجعك فتوضأ. كقوله عز وجل: {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) الآية. يريد إذا أردتم القيام إلى الصلاة فقدموا لها الطهارة وكقوله: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}. أي: إذا أردت أن تقرأ القرآن فقدم الاستعاذة. وقوله: (رغبة ورهبة إليك)، عطف الرهبة على الرغبة، ثم أعمل لفظ الرغبة وحدها، ولو أعمل كل واحدة منهما لكان حقه أن يقول: رغبة إليك ورهبة منك، ولكن العرب تفعل ذلك كثيرا في كلامها كقول بعضهم: ورأيت بعلك في الوغا .... متقلدًا سيفاً ورمحا والرمح لا يتقلد وكقول آخر: وزججن الحواجب والعيونا والعيون لا تزجج وإنما تكحل، إلا أنه لما جمعها في النظم حمل أحدهما على حكم الآخر في اللفظ، والفطرة هاهنا معناها دين الإسلام، وقد تكون الفطرة بمعنى الخلقة وتكون بمعنى السنة كقوله: (خمس من الفطرة)، فذكر الختان والاستحداد وأخواتهما. وفي قول البراء حين قال: (ورسولك) وتلقين النبي صلى الله عليه وسلم إياه. وقوله: (لا وبينك) حجة لمن لم ير أن يروى الحديث على المعنى إلا على متابعة اللفظ والتمسك به وترك المفارقة له، وهو مذهب عبد الله بن عمر بن الخطاب والقاسم بن محمد وابن سيرين ورجاء بن حيوة وكذلك كان مذهب مالك بن أنس وابن علية وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهيب وكان يذهب هذا المذهب أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ويقول: ما من لفظة من الألفاظ المتناظرة من كلام العرب إلا وبينها وبين صاحبها فرق وإن دق ولطف كقولك: بلى، ونعم، وتعال، وأقبل ونحوها من الكلام.
قلت: والفرق بين النبي والرسول أن النبي هو المنبوء [المنبأ] المخبر، فعيل بمعنى مفعل، والرسول هو المأمور بتبليغ ما نبئ وأخبر به، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا، فقد يحتمل أن يكون معنى رده إياه عن اسم الرسول إلى اسم النبي أن الرسول من باب المضاف فهو ينبئ عن المرسل والمرسل إليه، فلو قال: وبرسولك، ثم أتبعه بقول الذي أرسلت لصار البيان معادا مكررا فقال: ونبيك الذي أرسلت، إذ قد كان نبيا قبل أن يكون رسولا ليجمع له الثناء بالاسمين معا، وليكون تعديدا للنعمة في الحالين وتعظيما للمنة على الوجهين، والله أعلم.
توضيح أسلوب كتابة:
عندما ترى في متنٍ شرعيٍّ عبارةُ “قلت:” في بداية الكلام، فهذا علامةٌ أنّ هذا الكلام هو رأيُ المؤلِّف نفسه – تعليقٌ أو شرحٌ يضيفه على نصٍ أو قولٍ سابق. وأما ختمه بعبارة “والله أعلم”، فذلك تعبيرٌ عن تواضع المؤلِّف أمام علم الله تعالى، وإشارةٌ إلى أنّ ما عرضه قاصرٌ على جهده واجتهاده، والله وحده الكامل العليم.
ببساطة:
“قلت:” → أنتقل هنا من النقل إلى القول بإجتهادي الخاص.
المتن بينهما → شرح أو استدلال أو بيانٌ شرعيّ يجمع بين التعريف والتفصيل.
“والله أعلم” → تخفيفٌ عن النفس، وتنبيهٌ إلى أنّ الأمر في النهاية عند الله وحده.
هذا الأسلوب يُستخدم لتفريق أقوال "العلماء" عن أقوال الكتاب أو النبي ﷺ، وللإعتراف بحدود الفهم البشري والاحاطة بعلم الله تعالى.